![]() |
(ِِ البرمجة اللغوية العصبية وادارة الذات ِِِ)
بسم الله الرحمن الرحييييم حاولت مرارا ولم أستطع , ليس لدي من الإمكانيات ما تؤهلني للنجاح الباهر ، طالما حاولت أن أكون مثل فلان ولكني فشلت , من الواضح أن هناك أناسا ناجحون وآخرون فاشلون' كلمات كثير ما نسمعها حولنا:. وهي تدور حول أن للنجاح أناسا ،وللفشل أناسا ، وأن طريق النجاح هو استغلال المواهب الفطرية ، والإمكانيات المعطاة للإنسان من الله سبحانه وتعالى، وهي متفاوتة بين البشر ، وطالما أنك قد حزت من الإمكانيات فإن النجاح سيكون حليفك في الحياة. بهذه القاعدة سارت الدنيا وسار الناس ، حتى ظهر هذا العلم الذي نحن بصدد الحديث عنه ، والذي تقوم فلسفته على نقيض القاعدة المنصرمة ، وهو أن النجاح صنعة وأساليب و نماذج ، من حازها فقد حاز النجاح . إن هذا العلم لا ينطلق من مجرد نصائح بضرورة بذل الجهد أو الاستمرار في العمل , إنما يوفر المفاتيح التي بها يستطيع المرء أن يتحكم في بيئته الداخلية في تلك النفس ، حتى يستخرج الطاقة البشرية الكامنة الساعية لتحقيق التفوق. إن مثل هذا العلم كمثل علم النواة ، فكما يجتهد علماء الذرة في تهيئة الظروف من نيترونات ، وكتلة حرجة ، ومادة قابلة للانشطار ، إلى غير ذلك من الأمور التقنية التي بها تتهيأ الظروف لخروج الطاقة النووية الجبارة التي لم تكن تتراءى للعين غير الخبيرة , فكذلك هذا العلم ، فهو يصنع النماذج التي بها تتهيأ الظروف لاستخراج الطاقات الجبارة الكامنة في عقل وقلب هذا الإنسان لتفتح له أفاقا من النجاح لا حدود لها. لمحة تاريخية: بدأ هذا العلم بالتقاء أبحاث ريتشارد باندلر - ذلك العبقري في الكمبيوتر ، وكان طالبا في قسم الرياضيات بجامعة كاليفورنيا مع اهتمامه الشديد بعلم النفس- مع أبحاث الدكتور جون جريندر-الأستاذ المعاون بقسم اللغويات – وكان الاثنان قد اهتما بدراسة السلوك الإنساني ، وتأثير اللغة غير الملفوظة عليه ، وبدءا في وضع أساسيات هذا العلم المسمى بالبرمجة اللغوية العصبية ، ثم تطور هذا العلم بعد ذلك بإضافات علماء كثيرين ، أثروا هذا العلم ، حتى أصبح في صورته الحالية. بماذا تهتم البرمجة اللغوية العصبية؟: كما سبق وقلنا أن البرمجة اللغوية العصبية تعني بالتفوق الإنساني ، فتدرسه وتحلله لكي تصل إلى ما نسميه النموذج ، فهي تتخطي مجرد كونها مجموعة من التقنيات إلى كونها قادرة على صناعة القالب المطلوب لإنجاز المهام والنجاحات . تقرر البرمجة اللغوية العصبية على أن المؤثر الأساسي في تفوق البشر هو مدى إدراكهم للعالم المحيط بهم ، فالإنسان بطبيعته كائن مؤثر متأثر , فهو يتأثر بالبيئة من حوله ، وهي التي تكسبه الأدوات التي من خلالها ينجح, كما أن إيجابية أو سلبية البيئة حول الإنسان تؤثر إلى حد كبير في نجاحه أو فشله ، وبالعكس فإن الإنسان كائن مؤثر في هذه البيئة من حوله ، فهو الوحيد الذي عنده القدرة على تشكيل هذه البيئة في أنماط وصور مختلفة عن صورتها الأصلية ، بما يوفر مقدارا أكبر من الاستفادة بها ، وبما يخدم الرفاهية البشرية ، وما الاختراعات على مر العصور إلا دليلا عمليا على صحة ذلك. فإن كان مدى إدراك الإنسان لهذا العالم المحيط به يؤثر بهذا الشكل على سلوكه ، فإن الغريب أن البشر يختلفون في تقييم الأوضاع حولهم ، ويدرك كل إنسان العالم حوله بطريقته الخاصة , وبالمتابعة وجدوا أن الإنسان يتحصل عل صورة الوضع الخارجي عن طريق حواسه الخمس ، من صور وأصوات وشم , ثم عن طريق اللغة ، ثم يشكل بعد ذلك خارطته الذهنية التي بها يطل على العالم الخارجي ، فيحكم على صحة الأشياء وخطئها بناء على هذه الخريطة ، فتكون عالمه الذي يدركه ، وليس له من هذا العالم إلا هذه الخريطة . يقول الشاعر: و تعظم في عين الصغير صغارها و تصغر في عين العظيم العظائم انظر لهذا البيت للمتنبي و هو يتكلم عن القتال , واسأل نفسك : هل القتال أمر كبير أم صغير؟ ستدرك أنه في أرض الواقع ثابت ولكنه عظيم في نفس الجبان الخوار ، وهين في نفس الشجاع المغوار , فتأمل كيف أثرت خريطة الإنسان في الحكم على الأشياء . الحواس: تكون الحواس مصدرا مهما من مصادر المعلومات للإنسان من سمع وبصر وإحساس وشم ولمس ، وهي مرتبطة ارتباطا وثيقا بالجهاز العصبي ، إذ تتحول هذه الحواس إلى سيالات عصبية من وإلى المخ . و قد من الله علينا أن جعل هذه الحواس محدودة المدى .. إذ لا تستطيع العين أن تدرك إلا مقدارا محدودا من المسافات ، وكذلك الأذن لا تستطيع أن تدرك إلا مقدارا معينا من الذبذبات ، ولولا ذلك لاستطعنا أن نكلم النمل ، كما فعل سيدنا سليمان عليه السلام , و لولا ذلك لأصاب الإنسان الجنون ، لأن العقل سيستقبل كميات هائلة من المعلومات سيتشتت فيما بينها. اللـغـة: تمثل اللغة إحدى المرشحات للمعلومات الواردة للدماغ , فكلمة [ غني ] يختلف معناها تبعا لكل شخص ، فمنهم من يراها كثرة المال ، ومنهم من يراها القناعة , وتستطيع اللغة التأثير في حياتنا إلى حد كبير ومن ثم في سلوكياتنا , فاستخدام عبارات المصائب والويلات تصيب الإنسان بحالة من الحزن والأسى ، وانخفاض الطاقة.. كما أن استخدام عبارات التفاؤل والنجاح تكسب الإنسان مشاعر الانشراح والسعادة وراحة البال . ولكن في المقابل يعاني الإنسان من عيوب في طريقة معالجته للغة المسموعة أو المقروءة مما يحد من إدراكه للعالم: 1.العيب الأول : التعميم : فبعض الناس إذا تعرض لموقف فيه قلة وفاء من شخص يعمم القاعدة ، فيعتقد بأن الناس كلهم قليلو الإخلاص ثم يبدأ يتعامل مع الناس بهذه الخريطة الجديدة.. مثلا إذا أساء الرجل لزوجته عممت الزوجة فقالت [ ما رأيت خيرا منك قط] وبالتالي ينطلق الإنسان للحكم على المواقف التي تبدو شبيهة من منطلقه الجديد. 2.العيب الثاني: الحذف: نقول مثلا [ سيارته تعطلت] [لقد سافر] أي نوع من السيارات تعطلت؟ وما هو ذلك العطل ؟ إلى أين سافر؟ نقول [فلان متفوق] أي نوع من التفوق ؟ وإلى أي مدى؟ فنلجأ كثيرا لحذف كثير من المعلومات وهذا ينقص من إدراكنا للعالم . 3. العيب الثالث: التشويه: نقول [ هذا الشيء أفضل من ذلك ][إن هذا الكتاب جيد] بأي مقياس هو جيد؟ وما سبب الأفضلية؟ فيلجأ الإنسان لتشويه الحقائق ، وهو لا يدري وهذا ينقص من إدراكه للعالم. ولأجل هذا الأثر العميق للغة و للحواس سمي هذا العلم بذلك الاسم : البرمجة: تشير إلى تشابك الأفكار والمشاعر ، والخرائط الداخلية المحددة لسلوكياتنا ، ومن الممكن استبدال هذه البرامج المألوفة بأخرى جديدة وإيجابية . اللغوية : تشير إلى المقدرة على استخدام اللغة الملفوظة وغير الملفوظة على تغيير المعتقدات والخرائط الداخلية وبالتالي نظرتنا للحياة . العصبية: تشير إلى جهازنا العصبي ، وهو المتعلق بحواسنا الخمس والتي من خلالها نتلمس الواقع حولنا . واخيراً تقبلو تحيآآآآتي م/ن |
رد: (ِِ البرمجة اللغوية العصبية وادارة الذات ِِِ)
موضوع متكامل ومفيد جداً بارك الله فيك النجلا
|
رد: (ِِ البرمجة اللغوية العصبية وادارة الذات ِِِ)
شكرًا لك على النقل , والبرمجة اللغوية العصبية علم متصل بعلوم مختلفة , وله فوائده الفكرية والإجتماعية على الذات الإنسانية , شكرًا لك على النقل المفيد .
|
الساعة الآن 06:53 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. Supported By Noc-Host