عيون شرطة المدينة تلاحق مسوقي "مخطط الياسمين" منعا للاحتيال
تتحرى شرطة منطقة المدينة المنورة حاليا، عن حقيقة "مخطط الياسمين" ومن يقف وراء تسويقه في المنطقة، منعا لعدم تسجيل أي حوادث نصب واحتيال يقع فيها المواطنون، لا سيما في ظل الأسعار الزهيدة التي تباع بها الأراضي في ذلك المخطط.
وأوضح مدير شرطة المنطقة اللواء عوض بن سعيد السرحاني، أن أجهزة الشرطة تتابع تداعيات ذلك الموضوع، وما يدور من أنشطة تسويق وبيع وخلافه في المخطط، درءا لعدم سقوط ضحايا عمليات نصب واحتيال.
وأشار إلى أن الشرطة وحتى اللحظة لم يرد اليها أي بلاغ رسمي حول المخطط أو القائمين عليه، إلا أنها تتابع باهتمام واسع مجريات الأمور تحسبا لوقوع ضحايا.
ويأتي تحرك الشرطة على إثر البيان الرسمي الذي كانت قد أعلنته أمانة المدينة المنورة أمس، والذي حذرت فيه المواطنين من مغبة الوقوع في خدعة مخطط الياسمين الذي أعلن عن بدء البيع فيه، خاصة وأن ذلك المخطط غير موجود على الطبيعة، علاوة على كونه غير معتمد من قبل الأمانة.
وقالت الأمانة في بيانها، إن قطع الأراضي المعلن عنها مؤخرا من قبل مجموعات ومكاتب عقارية تحت مسمى مخطط الياسمين بمنطقة المدينة المنورة، غير موجودة على الطبيعة وغير معتمدة من الأمانة, وبذلك فإن تلك الإعلانات التي تعلن من قبل تلك المجموعات والمكاتب العقارية تأتي في سياق التغرير بالمواطنين لسلب أموالهم دون وجه حق، ونوهت الأمانة أنه لا توجد مخططات خاصة معتمدة في المنطقة المعلن عنها. وكانت إحدى المجموعات العقارية التي تتخذ من محافظة خميس مشيط مقرا لها قد أعلنت عن بدء البيع في مخطط الياسمين، الذي يبعد عن المدينة المنورة بنحو 35 كيلو مترا، على طريق حائل السريع، وذلك في نطاق منطقة دثير إحدى المناطق البركانية التي كانت قد شهدت في الآونة الأخيرة نشاطا بركانيا في فترات متقطعة.
ومما يثر التساؤلات حول ذلك المخطط، هي الأسعار المتدنية للقطع التي تبدأ بـ38 ألف ريال وتنتهي بـ85 ألف ريال، في الوقت الذي تدعي فيه المجموعة بأن كافة الخدمات والبنى التحتية متوفرة بالمخطط.
وعلمت مصادر أن المخطط المزعوم هو في الأصل منطقة زراعية، وتسعى المجموعة حاليا بجهود مضنية لتحويله إلى منطقة سكنية تمهيدا للإفراغ على المشترين.
من جهتها أجرت صحيفة "الوطن" اتصالا بـ"حسين القحطاني" وهو أحد مسؤولي المجموعة في مركزها الرئيس بخميس مشيط، والذي وعد بطرح الأمر على صاحب المجموعة تمهيدا لمعرفة الموقف حيال تحذير أمانة المدينة المنورة من المخطط، غير أن "الوطن" لم تتلق بعد ذلك أي إفادة منه.
إلى ذلك، كشف مصدر مسؤول في أمانة منطقة المدينة المنورة ـ فضل عدم ذكر اسمه ـ بأن البيان الذي أصدرته الأمانة والذي يعد سابقة في تاريخها، جاء في أعقاب الاستفسارات التي انهالت عليها من قبل مواطنين ومواطنات بدا أنهم وقعوا ضحية لعمليات نصب واحتيال.
وأشار المصدر إلى أن موقع المخطط المزعوم هو في الأصل منطقة بركانية تحيط بها تشكيلات صخرية شديدة الوعورة، مما يستحيل معها تحويلها إلى مخطط سكني، لا سيما وأن المخطط بحاجة إلى بنية تحتية وخدمات أساسية كالكهرباء والماء والهاتف والصرف الصحي وهو ما لا يمكن تنفيذها في ظل طبيعة المنطقة وجغرافيتها المعقدة.
|