ثلاثة أشهر مضت من عامنا الهجري الجديد . ولازالت التغيرات السياسية تعصف بالدول العربية
رؤساء الجمهوريات يتساقطون واحدا تلو الآخر . فبعد رحيل بن علي عن السلطة , لم يمهل الوقت
الرئيس حسني مبارك كثيرا حتى قامت ثورة شعبية مصرية آخرى , لتلحق حسني بابن علي
الظروف السياسية أصبحت معقدة , والأحداث أصبحت متلاحقة . والقراءة السياسية للمشهد العربي
غير واضحة , بل لايمكن التبؤ بها . السودان وبعد نتائج استفتاء التقسيم , رضخت الخرطوم للأمر الواقع
بانفصال الجنوب عن الشمال , ولانعلم مالذي ستصبح عليه حال السودان بعد هذا التقسيم .
الثورة المصرية التي نادت مطالبة الرئيس حسني مبارك بالتنحي. والذي حرص بكافة الجوانب التي يمكن
من خلالها البقاء في السلطة لما تبقى له من سلطة , حتى يخرج خروج يليق بوضعه ومكانته
وتاريخه العسكري , والسياسي . لم يكن الشعب متجاوبا أو حتى متعاطفا مع هذا الأمر , حسني
مبارك أقتنع في آخر المشوار بضرورة تسليم زمام الأمور والتنحي , حفاظا على دولته وشعبه . في
موقف لايحسد عليه الرئيس , أو الشعب . مصر الآن في منحنى تاريخي كبير جدا , مالذي ينتظر أرض
الكنانة من مصير ؟! القيادة بيد الجيش , وسوف يسير البلاد حتى انتخابات قادمة . لكن من سيحكم
البلاد ؟ من تلك الأحزاب ومن تلك الشخصيات التي ستقود مصر من جديد ؟ والاهم لدى الغرب
ماذا عن إسرائيل؟ التي أصبحت تعاني الأمرين منذ الثورة في مصر , فأصبحت تحس أنها بخطر
وخطر كبير . مكانة مصر الإقليمية , وتأثيرها العربي بل وحتى كونها المرجعية لكافة قضايا العرب على
سنوات طويلة . يدعو إلى التساؤل حول إن ماكانت مصر قادرة على العودة بنفس القوة ؟ . الجميع
يترقب مالذي سيسفر عنه المشهد المصري والذي بدأ فيه الشعب المصري يضرب أجمل أنواع التضحية
الوطنية , والمحافظة على مقدرات وطنهم وهم يطالبون بحل سلمي يتنحى فيه الرئيس عن السلطة
والذي سارت خلاله الأمور بكل إتزان . دول عربية على وشك الإنفجار هي الآخرى كاليمن والجزائر
إن لم تكن قد بدأت ! كل هذه الأوضاع والتي هي سنن كونية من الله عز وجل تدعو للنظر في مستقبل
الشرق الأوسط والمنطقة العربية وماينتظرهم ! .