وأشرقت شمس النسيان، رحل ظلام الماضي الدامس، شرعت نوافذ المنطق لاستقبالها،


بعد أن لفني وهم الحب بعباءته زمناً، هكذا كانت عباراته وهو يحكي لي ألم الحب الوحيد في حياته!!


صديقي الذي أصر على أن يشركني بتفاصيل هواه، وحلمه المفقود، كان هذه المرة، منطقياً في كلامه،


مقنعاً في ردوده، متساهلاً في استقبال نصائحي التي كانت عدوه الأول عندما كان ممتلئاً بحبيبته!!


سألته: ما الذي تغيّر؟


ماذا حدث جعلك تستقبل فراقها بابتسامة؟!


فاجأني برد مباغت: منطق الأيام، وحده المنطق هو من انتشلني من زلازل أيامي معها، كان يحدّق في الفراغ،


ويقول: لو كل رجل وامرأة، فكرا بعلاقتهما، قبل أن يتماهيا معاً،


وقبل أن يلتحما لما وجدت وجع الفراق، وفاجعة الفراق تلف فضاءات روحيهما. تشكلت في الجو غيمة من الدخان،



وهو يبوح لي بألم شديد قبل أن تفر من عينه دمعة يتيمة، أشعلت بداخلي فتيل الذكريات،


وكان لسان حالي يقول:


منذ متى حسبنا الحب بالقلم والمسطرة؟ منذ متى والحب يدخل في قائمة الرياضيات؟ كان قريباً للحقيقة،


ولكن الحب لا يعترف بإيدلوجيات المنطق وفلسفة علم الاجتماع!! الحب دائماً يجيء بعاصفة ويودعك بعاصفة،


وما بين العاصفتين، يكمن الضياع اللذيذ!