****
:::المقدمة::
ما من أحد منا إلا ويمر به مواقف مع الثقلاء الذين يكتمون على الأنفاس أحيانا ،
وتزداد شدة ثقلهم كلما كان الضحية حريص أكثر على اغتنام الوقت .
وكثيرا ما يحتار المرء في أن يتخلص من هذا الثقيل بالصراحة ويطلب منه المغادرة
أو يرفض لقاءه وكلا الأمرين لهما سلبيات كثيرة ،
وكلنا نعلم صعوبة ذلك خصوصا مع من يكون ثقيلا بحسن نية و طيبة قد تصل إلى حد السذاجة أحيانا ،
ولكن ليس لنا من فكاك مع بعض الإخوة من هذا النوع وفقنا الله وإياهم لاغتنام الأوقات .
*****
::ذم الثقلاء::
لقد ذم الله عز وجل الثقل في القرآن
فقال(( فإذا طعمتم فانتشروا))
****
عن ابي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(( ألا أخبركم بأبغضكم إلى الله قلنا بلى يا رسول الله
قال فظننت أنه سيسمى رجلا فقال إن أبغضكم إلى الله أبغضكم إلى الناس)))
****
عن عمر بن الخطاب قال كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم
فقال(( ألا أخبركم بخير أئمتكم
قلنا بلى يا رسول الله
قال الذين تحبونهم ويحبونكم وتدعون لهم ويدعون لكم
ألا أخبركم بشرار أئمتكم
قلنا بلى يا رسول الله
قال الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم))
****
عن ابن عباس قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال ((ألا أنبئكم بشراركم))
قالوا بلى يا رسول الله
قال((( الذي ينزل وحده ويجلد عبده ويمنع رفده
ألا أنبئكم بأشر من هذا الذي يبغض الناس ويبغضونه))
****
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم((( أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا أحاسنكم أخلاقا وأبغضكم إلي الثرثارون والمتشدقون المتفيهقون))
قيل قد عرفنا الثرثارون فما المتشدقون المتفيهقون؟
فقال المستكبرون
****
:::مواقف مع الثقلاء:::
-1-
كان أبو هريرة إذا ثقل عليه الرجل قال اللهم اغفر له وأرحنا منه
****
-2-
وكان الإمام الأعمش - واسمه سليمان بن مهران - إذا رأى ثقيلا قال: {رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ}.
******
-3-
وقيل للأعمش: "لما عمشت عيناك؟"
قال: "من نظري إِلى الثقلاء!".
****
-4-
وذكر اليوسي أن بعض الثقلاء استأذن على ابن المبارك فلم يأذن له فكتب إليه ذلك الثقيل:
هل لذي حاجة إليك سبيل ا طويل قعوده بل قليل
فأجابه ابن المبارك:
أنت يا صاحب الكتاب ثقيل وقليل من الثقيل طويل
****
-5-
ونقل عن السدي المفسر أنه قال: "لقد ذكر الله الثقل في القرآن في قوله تعالى: {فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا}!".
****
-6-
وقال ابن القيم رحمه الله في تفسير المعوذتين:
"ومنهم من مخالطهم حمى الروح,
وهو الثقيل البغيض الذي لا يحسن أن يتكلم فيفيدك,
ولا يحسن أن ينصت فيستفيد منك,
ولا يعرف نفسه فيضعها في منزلتها،
بل إنه إن تكلم فكلامه كالعصا تنزل على قلوب السامعين،
مع إعجابه بكلامه وفرحه به.
فهو يحدث من فيه كلما تحدث.
ويظن أنه مسك يطيب به المجلس،
وإن سكت فأثقل من نصف الرحا العظيمة التي لا يطاق حملها ولا جرها على الأرض".
ثم قال ابن القيم:
"ويذكر عن الشافعي رحمه الله أنه قال: ما جلس إلى جانبي ثقيل،
إلا وجدت الجانب الذي هو فيه أنزل من الجانب الآخر.
*******
-7-
وروى سلمة بن شبيب قال: سمعت أبا أسامة يقول: إيتوني بمستمل خفيف على اللسان,
خفيف على الفؤاد, إياي والثقلاء, إياي والثقلاء!
****
-8-
وروى بسنده أيضا عن علي بن الحسن قال: كان أبو أسامة إذا أبصر ثقيلا قال: "قد تغميت السماء!"
****
-9-
وعن ابن سنان القطان قال: "كان وكيع إذا جلس إليه ثقيل، غمض عينيه، وقام عنه!".
****