من ندرة الاستهلال في كلام الله افتتاح مثل سورة الفرقان:
{ تبارك الذي نزل الفرقان على عبده }
وتبارك فعل يقول أهل الصنعة اللغوية عنه إنه لا يأتي منه مضارع ولا أمر،
ولا يجوز أبدا أن يخاطب به غير الله جل وعلا فلا يقال ( تبارك فلان )
فلا يسند إلا لله جل وعلا،والله جل وعلا من يستحق أن يسند إليه هذا الفعل،
ونظير هذا الفعل لفظ سبحانـك فلا يسند إلا لله.
جاءت سورة الفرقان لتشهد على صدق نبينا صلى الله عليه وسلم قال أصدق
القائلين في أولها
{ تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا }
والفرقان مصدر من الفعل فرق، لكنه علم في الغلبة على القرآن الذي فرق الله
به ما بين الحق والباطل، ودعوى أهل الإيمان وأهل الإشراك.
{ تبارك الذي نزل الفرقان على عبده }
عبده بالاتفاق هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وليس مقام إنزال القرآن
عليه إلا من أشرف مقاماته،فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم القرآن بقوة,
وأخذ يدعو إلى الله وفق القرآن.
سُئِلت أُم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها عن خُلق رسول الله
صلى الله عليه وسلم, فكانت تقول:
كان خُلقه القرآن صلوات الله وسلامه عليه ..