عرض مشاركة واحدة
قديم 27-Jun-2012, 04:03 AM   #5
عضو فعال


الصورة الرمزية خالد العويمري
خالد العويمري غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 18
 تاريخ التسجيل :  May 2008
 أخر زيارة : 26-Feb-2013 (06:08 AM)
 المشاركات : 33 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا



يدعي القائلون بالسحر أن بإمكان الإنسان أن يقي نفسه من السحر بالالتزام بالصلاة في وقتها , من فرائض و رواتب و نوافل , ثم الإتيان بالأوراد و الأذكار المعروفة في هذا المقام . و عليه بداهة أن إخواننا الرقاة الشرعيين هم في مأمن من السحر , الذي يدعون أنه أصاب الرسول محمد – صلى الله عليه و آله و سلم – معنى هذا أنهم يجعلون أنفسهم في مقام أعلى منه عليه الصلاة و السلام , فهل يصح هذا الهراء . وهو –صلى الله عليه و آله و سلم - الذي نزل عليه القرآن الكريم . و هو الذي مدحه الله خطابا له ٌقائلا : ( و إنك لعلى خلق عظيم ). الآية الرابعة من سورة القلم . و هو الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر و أتم نعمته عليه و هداه الصراط المستقيم , و نصره نصرا عزيزا . أنظر فواتح سورة الفتح : ( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك و ما تأخر و يتم نعمته عليك و يهديك صراطا مستقيما و ينصرك الله نصرا عزيزا ).
فلنتق الله في أنفسنا و ننتهي عن هذه الإساءات في حق نبينا الكريم , و التي بلا شك هي أكبر من الرسوم الدانماركية اللعينة ,ذلك أن هذا الإفك إنما وضعه أهل الإسلام و من يحسبون من أهل العلم .
الحديث 5766 –صحيح البخاري الجزء الثالث صفحة 1095 –دار الكتاب العربي بيروت.
حدثنا عبيد بن إسماعيل:حدثنا أبو أسامة،عن هشام،عن أبيه،عن عائشة قالت: ( سحر النبي صلى الله عليه وسلم حتى انه ليخيل اليه انه يفعل الشيء وما فعله،حتى إذا كان ذات يوم وهو عندي ،دعا الله ودعاه،ثم قال: أشعرت يا عائشة أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه ؟.قلت:وما ذاك يا رسول الله؟ قال: جاءني رجلان،فجلس أحدهما عند رأسي،و الآخر عند رجلي،ثم قال أحدهما لصاحبه :ما وجع الرجل؟ قال: مطبوب، قال: ومن طبه؟ قال:لبيد بن الأعصم اليهودي من بني زريق ،قال:فيما ذا؟ قال:في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر،قال:فأين هو؟ قال:في بئر ذي أروان . قال:فذهب النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أناس من أ صحابه إلى البئر ،فنظر إليها وعليها نخل، ثم رجع إلى عائشة فقال: والله لكان ماءها نقاعة الحناء ،و لكان نخلها رؤوس الشياطين.قلت:يا رسول الله افأخرجته ؟ قال: لا،أما أنا فقد عافاني الله وشفاني ،وخشيت أن أثور على الناس منه شرا.و أمر بها فدفنت ).
هذه رواية من الروايات المتعلقة بسحر الرسول –صلى الله عليه و آله و سلم – و التي لا أتطرق إليها من حيث السند , ولكن من حيث المتن يمكن أن نقدم الملاحظة التالية , يبدو أن المقصود من الرجلين ملكين , فلم تشعر بهما أمنا عائشة – رضي الله عنها - و لماذا يسأل أحدهما صاحبه بهذه الصيغة ؟ ما وجع الرجل ؟ إن الرسول الأكرم –صلى الله عليه و سلم – ليس الرجل .و لما تخلف أدب الملائكة هنا في حق الرسول , و هو الذي بلغ من القرب إلى الله ما لم يبلغه جبريل عليه السلام . و هو الذي يخاطبه رب العالمين بأسمى صيغ الخطاب . يا أيها النبي . يا أيها الرسول .و خاطب غيره من الرسل و الأنبياء بأسمائهم . يا موسى . يا عيسى . يا زكرياء . ما وجع رسول الله ؟ . و الصيغة المروية في الحديث لا تليق لا برسول الله و لا بالملائكة الكرام . ثم إن الحديث لا يخلو من تناقض بين , فرسول الله يريد أن يستر على هذا المجرم الساحر , ثم يعطي اسمه ؟ ألم يقل و خشيت أن أثور على الناس منه شيئا ؟ .
ثم كيف يمكن للبيد بن الأعصم أن يسلط جنيا أو شيطانا على رسول الله ؟ أليس في هذا نقض لآيات كثيرة من القرآن الكريم ؟ منها ما ذكرناه في بداية البحث و منها أيضا :
( هل أ نبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم) الآيتان 221 ,و 222 من سورة الشعراء. و لا داع للتعقيب هنا . لأن الإعتقاد بسحر الرسول , مماس عظيم بالرسول الأكرم -صلى الله عليه و سلم-. الذي حفظه الله من الناس و شرورهم , فانظر قوله عز و جل :
( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك و إن لم تفعل فما بلغت رسالته و الله يعصمك من الناس ) . الآية 67 من سورة المائدة .





يحاول بعض العلماء المسلمين إلتماس حجج لدعم اعتقادهم الواهي بسحر الرسول الأكرم , إذ يدعون أن خلاصة ما تعرض إليه رسول الله من تأثير السحر هو أنه كان يخيل إليه أنه أتى نساءه و هو لم يفعل .أو العكس ..
لكن هذا التبرير يحكم على أصحابه ويدينهم , إذ لا يعدو أن يكون عذرا أقبح من ذنب .و السبب قد يخفى على البعض , لكنه لا يخفى عمن يتوخى الدقة و التعمق في بحث أدلة القائلين بسحر النبي الأكرم .إذ معنى قولهم هذا أن رسول الله كان مشكوكا في طهارته و العياذ بالله طيلة فترة تأثير السحر عليه .
و بالتالي صلاته أيضا مشكوك فيها .و بالتبعية أيضا صلاة كل من صلى خلفه في تلك الفترة .فأي هراء يتمسك و يصر عليه هؤلاء الذين يعتبرهم الجمهور الكثير من الأمة علماء ؟ .

فهل تحتاج القضية أكثر من هذا لتفنيدها , و الأمر يتعلق بأعظم خلق الله الذي يرفع اسمه في كل آذان للصلاة , و لا ينتهي أذان من الأرض حتى يرتفع آخر.فلنتق الله .


 

رد مع اقتباس