عرض مشاركة واحدة
قديم 18-Jul-2012, 11:48 PM   #24

مشرف منتديات الشعر الشعبي



الصورة الرمزية معيبد الرشيدي
معيبد الرشيدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1075
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 17-Jul-2016 (04:02 PM)
 المشاركات : 4,877 [ + ]
 التقييم :  63
لوني المفضل : Cadetblue

اوسمتي

افتراضي رد: رمضان بين الماضي والحاضر



فالصالحون من هذه الأمة يحرصون على الخير وكانوا أحرص الناس عليه، لذا تراهم قبل دخول هذا الشهر يعكفون على كتاب ربهم يتلونه ويتدارسونه ويقبلون عليه إقبالاً جميلاً ويكثرون من صيام النوافل مثل الأيام البيض من كل شهر ويومي الإثنين والخميس ويوم عرفة ويوم عاشوراء ويوم قبله أو بعده وكذلك الإكثار من صوم أيام شهر شعبان وشهر رجب. فيأتيهم رمضان وهم بعد في اشتياق ولهفة وحنين إلى الصوم ومكابدة ساعات الليل في القيام والتهجد والوقوف بين يدي مولاهم، عسى أن يغفر لهم، ويتوب عليهم، ويجاهدون النفس في لذائذها وفتورها ونومها، وكذلك يجاهدون شحها فيبذلون أنفس ما لديهم لإخوانهم الفقراء متقربين بذلك إلى ربهم ومولاهم العظيم، فهذا هو دأب الصالحين اقتداءً بسيد المرسلين، صلى الله عليه وسلم، الذي كان يفرح لقدوم هذا الشهر المبارك ويعظمه ويهتم به أيّما اهتمام، وكان يفرغ لعبادة ربه في ليل هذا الشهر ونهاره صائمً قائماً وخاصة في العشر الأواخر منه طمعاً في أن يصيبوا قيام ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر رجاء الدخول في رحمة الله ومغفرته فكان صلى الله عليه وسلم إذا دخل رجب قال: "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلّغنا اللهم رمضان وإذا بلغهم رمضان جدُّوا واجتهدوا في العبادة وأخلصوا لله وهم على وجل خشية أن لا يقبل منهم صومهم وقيامهم، فتراهم خاشعين كأنهم مرضى، وما هم بمرضى فإذا انقضى رمضان حزنوا عليه حزناً شديداً، كأن القوم فقدوا عزيزهم وحبيبهم الذي يبلغهم منازل الأبرار فتراهم مشفقين يسألون الله أن يتقبل منهم صلاتهم وصيامهم وصدقاتهم واعتكافهم، وتمر الأيام والليالي وقلوبهم شاخصة إلى رمضان القادم لما وجدوا في رمضان الماضي لذة الطاعة وحلاوة النجوى وأنس القربى فيصومون النوافل انتظاراً للغائب الحبيب ووصالاً لتلك الطاعة العظمى، وتمر السنون وهم ما بين مستقبل متلهف مشتاق يدنو بناظريه إلى قدوم هذا العزيز الغالي، وبين معانق لياليه يكابد السهر ويعالج النوم واقفاً يتلو آيات الله ويناجي ربه في جوف الليل، ويستشعر عظمة الله، ويوقن بأنه قريب إليه حيث ينزل ربنا إلى سماء الدنيا في ثلث الليل الأخير ليغفر الذنوب ويتجاوز عن المسيء، وإذا انقضى الشهر المبارك، يلهجون بالذكر والدعاء أن يتقبل منهم فإنه سبحانه جواد كريم.



كما أننا لو نظرنا إلى واقعنا ورأينا الناس قبل رمضان بأيام قليلة في الأسواق يحملون ما لذ وطاب وما يكفيهم الشهور لا الشهر الواحد، ولتعجب من هذا الأمر، وكأن الأسواق سوف توصد ولن تفتح بعد هذا الوقت، وانقلب شهر الصوم إلى شهر التفنن في صنع أنواع الطعام النادرة، حتى صار شهر التخمة والسمنة، وأمراض المعدة، وانقلب هذا الشهر من شهر القيام والتهجد والبكاء من خشية الله والتذلل بين يديه انقلب إلى شهر النوم في النهار، وقضاء جل الوقت أمام أجهزة التلفاز والفيديو، أو تضييع هذا الوقت في حفلات السمر وصحبة الأشرار، وانقلب هذا الشهر من شهر الإحساس بالجوعى والفقراء والمساكين ومواساتهم إلى شهر الانغماس في الشهوات حتى الثمالة، فمتى يفيق هؤلاء الناس؟!


إذاً فالبون شاسع والمسافة بيننا وبينهم بعيدة هكذا هو الحال والواقع الذي لا مفر من الاعتراف به،



ما اقتبسته أعلاه يختصر الكثير من القول الذي يجول في النفس .



س1ـ الماذا اختلف استقبال رمضان في الحاضر عما كان عليه في الماضي؟

الاختلاف هنا يرجع سببه للذين يستقبلون الشهر الفضيل ، فالناس في السابق كان يسودهم طابع الطاعة و فعل الخير و الإشتياق لمثل هذه المواسم العظيمة و استشعار عظمة هذا الشهر المبارك و استغلاله بما يمحو الخطايا و يجلب الأجر العظيم و كان هذا ديدنهم ، زد على ذلك بساطة حياتهم و نقائها و خلوّها ممّا قد يؤثر على القيام بطاعاتهم مثل ما تعج به حياتنا اليوم من وسائل الإعلام و الضوضاء و الأسواق و و و إلخ .
أما اليوم فالله المستعان رغم وجود القليل من الذين لا زالوا على نهج السابقون إلا أن الأغلب و للأسف الشديد أصبح رمضان يعني لهم الأكلات متعددة الأصناف و كذلك المسلسلات و البرامج متعددة الأصناف أيضاً ، أما استشعار عظمة الشهر و المبادرة فيه إلى فعل الخير و ترك المنكر فإن وُجد فإنه لا يشغل حيّزاً من تفكيرهم إلا ما الله به عليم .


س2ـ كيف تستعد لهذا الشهر الكريم؟

الإستعداد لشهر رمضان الكريم ينبني على أشياء عديدة ينبغي أخذها في الحسبان فيكون الاستعداد على قدر إيمان المرء و معرفته لأمور دينه و إخلاصه لمولاه عز و جل ، فيجب أولا استشعار فضل هذا الشهر العظيم و ما به من خيرٍ وفير و أجرٍ عظيم قال عز من قائل : ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) و قال صلى الله عليه و سلم : ( إن للجنه باباً يقال له الريان , يقال يوم القيامة : أين الصائمون ؟ فإذا دخل آخرهم أُغلق ذلك الباب ) و قال عليه الصلاة و السلام : ( من قام رمضان إيمانا و احتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه ) .
فيجب إخلاص النية و المبادرة لفعل الخير للفوز بهذا الأجر العظيم و البعد عن كل ما يكون عائقاً لكسب هذا الخير .


س3ـ لبعض لا يختم القرآن ويحافظ على الصلاة بالمسجد إلا في رمضان ،ماهو السبب من وجهة نظرك؟

الجهل و ضعف الدين و القصور في الإدراك ، لأن مثل هذه العبادات لا تقتصر على وقت معين ، نعم نكثف بعض العبادات في هذا الشهر الكريم تقربا لله و طمعا بالاجر و لكن لا نربطها فقط في شهر رمضان فقراءة القرآن يجب أن تكون ملازمة للمؤمن مدى الحياة و غيرها من اعمال الخير ، أما الصلاة فلا شك انها عمود الدين و يجب الحفاظ عليها سواء في رمضان او غيره .


س4ـ برائك ماهي الحلول التي تجعلنا نستقبل رمضان مثل ما كان يستقبله أهلنا في الماضي؟

التقرب من الله و التفقه في علوم ديننا و أن يشعر كل منا بفضل مواسم الخير و استغلالها الإستغلال المبارك و البعد عن الإنغماس في الدنيا و ملذاتها و ملهياتها .



المتعمق


بارك الله فيك و جزاك خير الجزاء على هذا الطرح الراقي الذي جعلنا نناقش أموراً قد نكون غفلنا عنها في فترة من الفترات ، و أسأل الله أن أكون قد وُفقت في الإجابة قدر الإمكان .

تقبل ودي و ردي .


 
 توقيع : معيبد الرشيدي



أشكر الأخت ريتاج على التصميم


رد مع اقتباس