أمي الحبيبه:
أنقطعت عنك ليس بمحظ إرادة –
ولكن تُقتل أحرفي من مجهول حينما أبدأ بالكتابه لك.
في الأعوام الأربع التي تلت ضحى وفاتك – لم أعد جهادك ولم أعد طفلتك التي عهدتي
أصبحت فارغه منك ممتلئة بحجم الحياة –
أتعلمي :
لم أكن أتصور حياتي من غير أنثى تدهن جسدي بمرطبات تزلق عني الألم .
ولم أكن أتصور أن عشريني تبدأ من غير حضن أنثى تسقي ثماري لتنضج
ولم أكن أتصور مشواري الجامعي من دون أنثى تتظرني على شباك دارها .
أنقطعت بحروفي عنك
لأنني لم أعتد على الخلاء منك ولم يعتد إلى الأن الاوعي في الشعور بك
كيف للموت فعل بنا هذا !
أنت هناك وأنا هنا بدون شموع لأطفأ عامك الرابع 14/2 من الرحيل .
جدتي :
أشتقتت إليك
لم أعد أقوى على سرد عبيري لأكتب عنك أو لأصف لذة أيامي بقربك
فذكريات ملتهبة – تشعل ذاكرتي – وتسبب لي الأرق
أفتقدك
بل يفتقدك كل شيء – حتى دموعي التي لازلت حبيسة عد ذكرك
وكأنك إمراءة لاتُبكى – إمرأءة من الجنة
جدتي:

أتساءل كثيراً – كيف حال أشواقك لي
وإلى أي حد تريدينني قربك –
حين أتمعن في أيامي التي كنتي بها معنا – كنت لاتطيقين الأيام بدوننا
تأكلين بأكلنا وتشربينا بشربنا – ولاتنامين إلا بقربنا
الأن هل تشتاقين لنا !
جدتي :
متى موعد قطارنا – أنتظر صحبتنا لك ولجدي .
جدتي :
أمسيت اليوم أكتبك بصدر يتأجج ..
بسنين لم أنساك ولا يوم بها – ولن أنسى
أمسيت بارده الجسد – ساخنة الأحشاء – ثارة العقل
أمسيت بخيوط أربع أعوام أشكها في مخيطها ولاتشك
أمسيت كاتبة إلى جدتي
جدتي الجميلة – المراءة العفيفه – الأنثى الراقية الذكية
جدتي الحلوه – البيضاء – رمادية العينان
جدتي الفاتنه – طويلة القامة – نحيلة العنق
جدتي التي لم يغيرالزمن إفتتاني بها – ولم تزدها تجاعيد الأعوام إلى جمالا
جدتي التي كل من عرفها نادها {أمي}
جدتي التي لقبت من رجال ونساء حيها بـ {ببنك الحب}
جدتي التي ... التي .. التي هي كل شيء كانت ولازلت تعني لنا
جدتي الحنونه:
أشواقي لازال بها مالا أستطيع أن أطرحه – ولايسعفني الورق والقلم من إيصاله
فقط إعلمي حبيبتي أنني حين أراك سأتنفسك حباً وسأجعلك تشعري بما أشعر به إتجاهك
أحبك – يا إمراءتي
في ختام رسالتي – أقبل جبينك – ورجلك الطاهره
أستودعك الله الذي لاتضيع ودائعه.