متى الراحة ؟؟؟مقتطفات
صغير يشتهي كبرا ** وشيخ ود لو صغرا
وخال يطلب العمل ** وذو عمل به ضجرا
ورب المال في تعب ** وفي تعب من افتقرا
وذو الأولاد مهموم ** وطالبهم قد انفطرا
ومن فقد الجمال شكا ** وقد يشكو الذي بهرا
ويشقى المرء منهزماً ** ولا يرتاح منتصرا
ويبغي المجد في لهف ** فإن يظفر به فترا
شكاة مالها حكم ** سوى الخصمين إن حضرا
********************************
سئل الإمام أحمد بن حنبل : متى الراحة يا إمام ؟
فأجاب : عند أول قدم تضعها في الجنة .
ولو أنا إذا متنا تُركنا ** لكان الموت راحة كل حي
ولكنا إذا متنا بُعثنا ** ونُسأل بعدها عن كل شي
*********************************
يقول الله تعالى : " لقد خلقنا الإنسان في كبد "
فعجباً لمن يوقن بهذه الآية ثم يبكي على تعبه في الدنيا
أو يجزع من مصائبها .
قال يحيى بن معاذ الرازي رحمه الله : أربع خصال لم يبقين للمؤمن فرحاً : هم المعاد ( أي هم يوم القيامة ) ، وشغل المعاش ( أي انشغاله بأمور دنياه من تحصيل رزقه وتربية ولده وغير ذلك ) ، وغم الذنوب ( أي حزنه وندمه وحسرته على ما قدم من ذنوب لم يتبين له العفو عنها ) ، وإلمام المصائب
( ولا يخلو انسان من المصائب سواء كانت موت عزيز أو فقد مال أو إصابة بمرض أو غير ذلك ) .
*****************************
يقول الإمام الشافعي :
يريد المرء أن يعطى مناه ** ويأبى الله إلا ما أراد
يقول المرء فائدتي ومالي ** وتقوى الله أفضل ما استفاد
يقول الله تعالى : " واعبد ربك حتى يأتيك اليقين " .
واليقين هنا هو الموت ، أي اعبد ربك ما دمت حياً . وإن كنت تريد الراحة فيالدنيا فاشغل نفسك بعمل الآخرة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عنالصلاة : أرحنا بها يا بلال .
وإياك إياك أن تؤثر الراحة في الدنيا الزائلة على عبادة الله - وقد خلقتللعبادة - فتخسر الدنيا والآخرة وتشقى فيهما معاً ، واعلم أنه : لا راحةفي الدنيا لطالبها . واحذر أن تكون ممن قال فيهم فرقد : إنكم لبستم ثيابالفراغ قبل العمل ، ألم تروا إلى العامل إذا عمل كيف يلبس أدنى ثيابه ،فإذا فرغ اغتسل ولبس ثوبين نقيين ،وأنتم لبستم ثياب الفراغ قبل العمل .
|