عرض مشاركة واحدة
قديم 18-Apr-2014, 01:25 AM   #1
عضو برونزي


الصورة الرمزية فهد المعيوفي
فهد المعيوفي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2513
 تاريخ التسجيل :  Feb 2012
 أخر زيارة : 23-Jun-2018 (05:51 AM)
 المشاركات : 2,822 [ + ]
 التقييم :  32
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي أتق شر من أحسنت إليه



( أتق شر من أحسنت إليه )

من تلك المفاهيم التي تنتشر بين الكثير من الناس قولهم " أتق شر من أحسنت اليه "
وكثيرا مانسمع هذه الحكمة أو المثل ونردده وكم كنت أعارضه ولا زلت ولا أتفق معه!!!!
كيف تتقي شر إنسان أحسنت إليه ؟كيف يكون شخص يحتاج شيئا ما وتكون معه صادق
وصريح وتقدم له مطلبه على طبق من ذهب ويسئ اليك ولماذا أنت بالذات وأنت من أخلص
النيه معه وصدقته وتعاطفت معه ..!!!؟؟؟
وكثير منّا من وضعها قاعدة في حياته ومنّا من رماها في سلة مهملاته ومنّا من جعلها شيئاً
مطّرداً في تعاملاته ... وهذا خطأ واضح من وجوه أهمها ان فيها إساءة الظن بالمسلم واتهامه
في حال الإحسان اليه ,,
كذلك أن فيها دعوة لترك الإحسان والتزهيد فيه وكذلك الأصل بالمسلم إحسان الظن بأخيه المسلم ,
والاسلام رغب ببذل المعروف والاحسان للغير وطلب الثواب والاجر من الله ,,,
والغريب أن فيه من بعض الناس من يردها على أنها حديث شريف !!؟؟
وألامر ليس كذلك فهذه مقولة ليست حديثاً عن الرسول ( ص) والأغلب أنها حكمة بعض السلف
وقيل انها ( للحسن البصري ) وهي حكمه ليست صحيحة لأن الإنسان في الأصل والعادة والغالب
من أحواله ، اذا أحسنّا إليه لا يقابلنا بالإساءة بل يعمل جاهداً على أن يرد لنا المعروف بمثله .
ولا ننكر أن هناك نفوساً بشرية فطرت على لؤم الطبع وجحود المعروف ونكران الجميل ومقابلة
الاحسان بالاساءة ولكنهم قلة ولله الحمد ..
وما أجمل العفو عن المسي والصفح عن المذنب والإحسان اليهما عملا بقوله تعالى
( وليعفوا وليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم ) وعندما سمع ابو بكر رضي الله عنه
هذه الاية وقد نزلت في موقفه من قريب له اسمه ( مسطح بن اثاثه ) الذي خاض في حديث
الأفك مع من خاضوا وكان ابو بكر صاحب فضل عليه قال ابو بكر حيث سمع الأيه بلا والله
نحب ان يغفر لنا ربنا وأرجع الى قريبه ماكان يصله به من مال ,
ويمكن أن يكون بعضنا معرض لمن يقابلون إحسانه بالإساءة ومعروفه بالجحود والنكران
ولكن علينا الا نعمل بهذه الحكمه الشائعة بين الناس وإلا فسوف نمتنع عن تقديم الإحسان
وتنتشر بيننا الإساءة .
وقد قال العجلوني في كتابه كشف الخفاء: أتق شر من أحسنت إليه، وفي لفظ من تحسن إليه،
قال في الأصل: لا أعرفه، ويشبه أن يكون من كلام بعض السلف، قال: وليس على إطلاقه، بل
هو محمول على اللئام دون الكرام. انتهى.
وعلى هذا فليس هذا اللفظ من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن اشتهر ذلك على ألسنة
كثير من الناس، والواجب التنبه إلى أنه لا يجوز أن ينسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
من الأحاديث إلا ما ثبت بالنقل الصحيح، فقد روى مسلم والترمذي وابن ماجه من حديث المغيرة
بن شعبة أنه صلى الله عليه وسلم قال: من حدث عني حديثاً وهو يُرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين.
وكذلك مقولة((خير تفعل شر تلقى ))...أعتقد أنها مقتبسه منها
وكلا المقولتين لا أراهن سوى دعوة لإجتناب أعمال الخير حيث حصاده شرا.. ..
وكأنك تقول ان تزرع خيرا تحصد شرا..
فعلينا ان نصحح هذا المفهوم الخاطئ ونحذر من نتائجه الوخيمة
ولا نعمل به بل نحسن الى انفسنا والى الناس ,,,


 
 توقيع : فهد المعيوفي

الريحُ لآ تجعلنا نبتسمُ لأوجآعنآ ...‘
ولكنهاَ فقطْ .. تدحرجهآ قليلاً .. كي لآ نختنق !


رد مع اقتباس