عرض مشاركة واحدة
قديم 05-Aug-2010, 10:10 PM   #12
عضو فعال


الصورة الرمزية هبوب الريح
هبوب الريح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1316
 تاريخ التسجيل :  Jul 2010
 أخر زيارة : 05-Dec-2015 (12:57 PM)
 المشاركات : 92 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



ينبغي ان نفصل باليسير فى هذا الموضوع ونقول:
.. فالله سبحانه و تعالى خلق الناس متفاوتون في الطباع و الأمزجة و الميول.. لم يخلقهم نسخ مكررة و لا فئة واحدة.. فمنا الجاد العملي، و منا خفيف الظل المرح..فينا الحي الهادئ و فينا الجريء المقدام..و كل هذه الأصناف خير.. و كل ميسر لما خلق له..ما كان أبا بكر شبيها بعمر..و لا عثمان كعليّ.. و لا أبا ذر كخالد.. عليهم رضوان الله جميعاً..كل له طبيعته التي جبله الله
عليها.. كما أن لكل رجل مهمة خلقه الله لها..يقول ربنا جل اسمه:
" و لو شاء ربك لجعل الناس أمةً واحدةً و لا يزالون مختلفين "، مختلفين في الطبائع.. مختلفين في الأهواء.. مختلفين في الأمزجة.. مختلفين في الميول.. مختلفين في كل شيء.ذلك لأن اختلافهم
سنة ربانية.. المقصود منها هو التعارف و التعايش و التكامل و التعاون
و تدرك أن لك شخصية مستقلة، و مختلفة عن الآخرين.. و السقوط يبدأ حينما تتمرد عن تلك الطبيعة.السقوط يبدأ حينما تقلد، و تكون إمعة.. ليس لك شخصية مستقلة.يقول ديل كار نجي: " علمتني التجربة أن أسقط فوراً من حسابي الأشخاص الذين يتظاهرون بغير ما هم في الحقيقة "
فهؤلاء المقلدون، المتظاهرون بعكس حقيقتهم، أبرز خصائصهم عدم الثقة بالنفس، و التذمر من تكوينهم النفسي و الوجداني.نعم.. قد نهذب بعض الصفات.. أو نتعلم بعض المهارات..أما أن نحاول أن ننسلخ من طبيعتنا، و نلبس وجه آخر يعجبنا.. فهذا هو السقوط.. يقول الشاعر:
كل امرئٍ راجع يوماً لشيمته و إن تخلّق أخلاقاً إلى حين سُئلت أمنا عائشة- رضي الله عنها- عن عمر بن الخطاب، فأجابت:" كان و الله أحوذياً نسيجَ وحْدهِ قد أعدّ للأمور أقرانها"..
فهو فريد ليس له مثيل أو شبيه.. تماماً كالثوب الذي من شدة إتقانه يصعب تكراره..و هذا يعود في المقام الأول إلى عظمة المربي الذي صاغ هذه الشخصية.. فدلالة عظمة قائد من القواد او زعيم من الزعماء، هو أن يحيط نفسه بالعظماء أمثاله، و النابهين الأذكياء.
و لذلك كان الحبيب صلى الله عليه وسلم صانع الرجال بحق، فكان يؤيد لين أبي بكر.. و كذلك شدة عمر.. و بلاغة و حكمة عليّ.. و حياء و هدوء عثمان رضي الله عنهم أجمعين.
ولهذا فإن التقليد طمس للشخصية.. و ضياع للهوية..يجب الحذر منه ويجب عليك أن لا تعيش في ثوب غيرك مهما أعجبك هذا الثوب، بل كن علامة بارزة في دنيا الناس، و نجم مميز يعرفه القاصي و الداني لتفرده و استقلاليته


 

رد مع اقتباس