عرض مشاركة واحدة
قديم 26-Aug-2010, 05:48 AM   #1
عضو محترف


الصورة الرمزية الراااشد
الراااشد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 900
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 العمر : 44
 أخر زيارة : 16-May-2012 (01:08 AM)
 المشاركات : 362 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي الآلام والمصائب إمتحاناً لصبر المؤمن



بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة



فأحبتي في الله
لولا محن الدنيا ومصائبها
لأصاب العبد من أمراض الكبر والعجب وقسوة القلب
ماهو سبب هلاكه عاجلاً وآجلاً فمن رحمه أرحم الراحمين أن يتفقد عباده بأنواع المصائب فتكون حمية لهم من هذه الأمراض وحفظاً لصحة عبوديتهم وإستفراغاً للمواد الفاسدة الرديئة المهلكة،
فسبحان من يرحم ببلائه ويبتلي بنعمائه وكما قال الشاعر : قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت...... ويبتلي الله بعض القوم بالنعمِ
قال تعالى :" أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب " فالله الله بالصبر أفلا تحبون معية الله ومحبته فإن الله مع الصابرين وإن الله يحب الصابرين .
إن المصائب سبب في تكفير السيئات ومضاعفة الحسنات

قال صلى الله عليه وسلم : " ما من شيء يصيب المؤمن حتى الشوكة تصيبه إلا كتب الله له بها حسنة أو حطت عنه بها خطيئته " رواه مسلم ( 2572 )
أن من حكم المصائب عدم الركون إلى الدنيا

فلو خلت من المصائب لأحبها الإنسان أكثر وغفل عن الآخرة ولكن المصائب توقظه من غفلته وتجعله يعمل لدار لا مصائب فيها ولا ابتلاءات جعلنا الله وإياكم من أهل الفردوس الأعلى
أن من حكم المصائب أيضاً التنبيه والتحذير من التقصير والتمادي في بعض الأمور

ليتدارك الإنسان نفسه ويعود إلى ربه ويصلح حاله، قال تعالى :" ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون " الأنعام ( 42 )، قال إبن سعدي – رحمه الله – في تفسير هذه الآية : لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك من الأمم السالفين والقرون المتقدمين فكذبوا رسلنا وجحدوا بآياتنا فأخذناهم بالبأساء و الضراء أي بالفقر والمرض والآفات والمصائب رحمة منا بهم لعلهم يتضرعون إلينا ويلجئون عند الشدة بنا .


التذكير بنعم الله على الإنسان فدوام النعم قد يجعل الإنسان ينساها فلا يشكرها فيقبضها الله ثم يعيدها إليه تذكيراً له بها فيقدرها حق قدرها بعد ذلك


المحن توقظ الإنسان من غفلته وتنبه العبد على تقصيره في حق الله تعالى، حتى لا يظن في نفسه الكمال فيكون سبباً في قسوة القلب والغفلة عن الله قال جل وعلا :" فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون " الأنعام ( 43 )


جعلت الناس يقفون مع بعضهم البعض ويغيثون من أصيب بمصيبة فيؤجرون على ذلك،

قال صلى الله عليه وسلم :" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " رواه البخاري ومسلم .


يقول الفضيل إبن عياض – رحمه الله -

: إن الله ليتعاهد عبده المؤمن بالبلاء كما يتعاهد الرجل أهله بالخير

. ويقول أيضاً : لا يبلغ العبد حقيقة الإيمان حتى يعد البلاء نعمة والرخاء مصيبة .
إعلموا أن الذي إبتلاكم هو أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين وهو لا يفعل شيئاً عبثاً أو يقدر شيئاً سدى، فقد تنوعت رحمته على عباده فيرحم العبد فيعطيه ثم يوفقه للشكر ويرحمه فيبتليه ثم يوفقه للصبر .


إعلموا أن الله قد يرسل البلاء ليتفقدكم به ويمتحن صبركم ورضاكم عنه وإيمانكم به وليسمع تضرعكم وابتهالكم إليه وليراكم طريحين على بابه لائذين بجنابه مكسورين القلب بين يديه رافعين قصص الشكوى إليه .


إعلموا أنه كما قال الإمام أحمد إبن حنبل – رحمه الله - : لولا مصائب الدنيا لوردنا يوم القيامة مفاليس .



 

رد مع اقتباس