عرض مشاركة واحدة
قديم 06-Mar-2012, 11:21 PM   #2
شاعر
لن أنساكم


الصورة الرمزية خاتم الرشيدي
خاتم الرشيدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 260
 تاريخ التسجيل :  Nov 2008
 أخر زيارة : 13-Dec-2013 (08:51 PM)
 المشاركات : 2,869 [ + ]
 التقييم :  56
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Gray

اوسمتي

افتراضي رد: أحداث عبس من عدة مصادر



أجتماع عبس وذبيان بقطن

قالوا: واجتمعت عبس وذبيان بقطن ويقال بذى حسى وذلك قبل أن تؤدى الحمالات التي تراضوا بها، فنظر الربيع بن زياد العبسي إلى حصين بن ضمضم، ومعه فرس له فقال لتيحان أحد بني مخزوم بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس: قم إلى حصين فناطقه وتأنه فإن في لسانه حلبسة، وأقره مني السلام فجعل تيحان يكلمه وهو ساكت حتى دنا منه، فجال حصين في متن فرسه، ثم لحقه فقتله بأبيه ضمضم، وقتل أيضا ربيعة بن وهب العبسي بأخيه هرم بن ضمضم، وكان قاتله الورد بن عروة، ويقال عنترة قتلهما يوم المريقب حين اقتتلت عبس وفزارة، وعلى عبس الربيع بن زياد، وعلى فزارة حذيفة بن بدر، فقال رجل من بني مخزوم:
سالم الله من تبرأ من غي ... ظ وولى آثامها يربوعا

قتلونا بعد المواثيق والعه ... د فما كان جارهم ممنوعا

وتهايجوا فاقتتلوا بقطن، أتى خارجة بن سنان أبا تيحان بابنه، فقال: هذا وفاء بابنك فعفا عنه فافتداه بمائتي بعير فأدى إليه مائة ثم حط الإسلام عنه مائة ثم اصطلحوا وتعاقدوا فقال زهير:
لعمري لنعم الحي جر عليهم ... بما لا يؤاتيهم حصين بن ضمضم
وكان طوى كشحا على مستكنة ... فلا هو أبداها ولم يتقدم
يعني أمر تيحان.
وقالوا: لما قتلت عبس حذيفة بن بدر الفزاري يوم الهباءة، غضب سنان بن أبي حارثة المري غضبا شديدا، واجتمعت إليه بنو ذبيان فشكوا ما لقوا من بني عبس، وكان سنان معتزلا الحرب نازلا في بني مرة، فاجتمعت بنو مرة وبنو عبد الله بن غطفان، وبنو ثعلبة فقال لهم سنان: لا تعرضوا للإبل والغنيمة، فإن الطمع فشل، الضراب، قبل النهاب، فأرسلها مثلا، فنهضوا إلى بني عبس فقال قيس بن زهير بن جذيمة لبني عبس: لا أرى لكم لقاء القوم فإنهم موتورون فإن أبيتم فإن لكل قوم شرة ولكل شرة فترة، فاصبروا لهم، وأقبل سنان في جيشه فلقي بني عبس على ذات الحراج فاقتتلوا قتالا شديدا، ونادى عمارة بن زياد أخو الربيع: هل من مبارز، فقال سنان لابنه: بارزه، فنزل عن راحلته وهو يقول:
يا عين بكي مالكا ومالكا ... وحملا عز علينا هالكا
فقال الربيع لأخيه عمارة: لا تبارزه فإنه موتور لو طعن بعود سحمه لقتل، فلم يبارزه، ثم التقى القوم واختلطوا وبدت يومئذ نجدة عنترة العبسي، وجعل يرتجز ويقول:
اليوم تبلو كل انثى بعلها ... والحر يحميها ويحمي رحلها
ثم حمل فطعن حصين بن ضمضم فأرداه عن فرسه، وحمل أيضا على دريد بن حصين بن ضمضم فصرعه، وطعن حصين عنترة، ثم استقل وقد دمي وجهه، وحمل عليه فطعن مؤخر سرجه، فأفلت من طعنته فقال عنترة:
ولقد خشيت بأن أموت ولم تدر ... الحرب دائرة على ابني ضمضم
وقال سنان:
ابكوا حذيفة بالصفائح والقنا ... وانعوه للبادين والحضر
وانصرف سنان.
وقال بعضهم: طعن عنترة حصينا فأرداه فأدمى وجهه، فمسح الدم، وشد على عنترة فطعن مؤخر سرجه فأفلت من طعنته.
وقال المفضل: قتل هرم بن ضمضم المري، ثم اصطلح الناس ولم يدخل حصين في الصلح، وحلف ألا يغسل رأسه حتى يقتل ورد بن حابس، ويقال ورد بن عمرو، أو رجلا من بني عبس، ثم من بني غالب وكتم ذلك فلم يطلع عليه أحدا، وحمل الحمالة الحارث بن عوف بن أبي حارثة وهرم بن سنان بن أبي حارثة، فلقي الحصين رجلا من بني عبس فقتله، وبلغ ذلك الحارث وهرما فاشتد عليهما، وأراد بنو عبس قتل الحارث فصالحهم على الدية.
ومنهم: الحارث بن ظالم بن جذيمة بن يربوع بن غيظ.
حدثنا قوم من علمائنا أن زهير بن جذيمة بن رواحة العبسي تزوج امرأة من بني سليم بن منصور يقال لها تماضر بنت الشريد، فولدت له قيس بن زهير. وكثير بن زهير. ومالك بن زهير. وشأس بن زهير. والحارث بن زهير. وخداش بن زهير. وورقة بن زهير. ونهشل بن زهير. وعوف بن زهير.
وكان النعمان بن المنذر أرسل إلى زهير يخطب ابنته، ويسأله أن يبعث إليه ببعض بنيه، فبعث إليه شأسا، فلما قدم عليه سأش حباه وأكرمه وأحسن جائزته ورده إلى أبيه وعرض عليه أن يوجه معه قوما يبذرقونه فقال: لا شىء أمنع لي من نسبتي إلى أبي، فورد ماء من مياه غني بن أعصر يقال له النتأة، فوجد عليه رجلا من غني فقال له شأس: أفي الحوض ماء؟ قال: ما فيه ما يكفيك. فقال شأس: والله إن قراكم ما علمت لحسن، وإن كلامكم لغليظ. فنكس الغنوي حين سمع قوله، وشم منه ريح المسك فرماه بسهم فقتله، وأخذ ثيابه وجميع ما معه، ثم حفر له ودفنه، وأخفى ما كان معه، وكان فيه عيبة مملوءة مسكا وعنبرا وحللا وغيرها. وكان الغنوي رياح بن حراق.

(
وقال ابن الكلبي: هو رياح بن أخي الأشل، وفحص زهير حين أبطأ عنه شأس عن خبره، وأخبر بما انصرف به من عند النعمان، ولم يدر من قتله إلا أنه وقع ظنه على غني وكلاب، ثم إنه بعد أشهر أمر أمرأة حازمة من قومه وكنت لسنة شديدة أن تأخذ لحما سمينا فتقدده، وتخرج به إلى بني عامر، وغني فتعرض ذلك عليهم وتقول إني زوجت ابنتي وأنا أبتغي لها طيبا وثيابا ففعلت، ثم إنها وقعت على امرأة للغنوي فقالت لها: إن كتمت علي أعطيتك حاجتك وأخبرتها بأمر شأس وأعطتها مسكا وثيابا، وباعتها ذلك بما معها من اللحم والشحم، وخرجت العبسية حتى أخبرت زهيرا بالأمر، فركب زهير فقدم على غني فقال لهم: إنكم قتلتم شأسا ابني فقالوا: ومن قتله فأخبرهم، فقال: أما أن تحيوا شأسا أو تمكنوني من غني كلها حتى أقتلها به، أو تنصبوا الحرب بيني وبينكم، فقال خالد بن جعفر بن كلاب، وكان نازلا يومئذ في غني، وهم أخواله، أما شأس فقد علمت أنا لا نقدر على إحيائه، وأما غني فإنهم أحرار كرام لا يرضون بها، ولكن الثالثة من إقامة الحرب بيننا وبينك، فلو كنت المطالب بهذا لم تعط، وإن السلم أمن ومسننة، فارض بقاتل ابنك أو ديته، وكان قاتله مستخفيا في ردهة يأوي إليها، فلم يرض زهير. وحمل وقومه من بني عبس عليهم، فاقتتلوا قتالا شديدا فأكثر زهير القتل في غني وبني عامر، ثم إن خالد بن جعفر وزهير بن جذيمة التقيا بعكاظ فجرى بينهما كلام فقال خالد: يا زهير وددت أني عقدت يدي وراء عنقك فلا نفترق حتى يكون الطول لأحدنا، فحرض قومه وقال:

بكيت على شأس وأخبرت أنه ... بماء غني آخر الليل يسلب

وجعل خالد يجمع لبني عبس وقال:
أديروني إدارتكم فإني ... وحذفة كالشجا تحت الوريد
مكرمة أواسيها بقولي ... وألحفها ردائي في الجليد
لعل الله يمكنني عليها ... جهارا من زهير أو أسيد
وأسيد أخو زهير بن جذيمة.
ثم غزا خالد بني عبس وألفافهم، فالتقت الخيلان، فاقتتلوا قتالا شديدا، ثم إن خالدا وصل إلى زهير، فحمل كل واحد منهما على صاحبه، واضطربا بسيفيهما، ثم تعانقا فخرا بين فرسيهما، ووقع زهير تحت خالد، فأقبل ورقاء بن زهير فضرب خالدا على رأسه ضربة نبت عن رأسه، وأقبل حندج بن البكاء بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، واسم البكاء معاوية، فضرب رأس زهير بن جذيمة، فدخل فيه السيف فقتله، وقال ورقاء:
رأيت زهيرا تحت كلكل خالد ... فأقبلت أسعى كالعجول أبادر
إلى بطلين ينهضان كلاهما ... يريدان حد السيف والسيف نادر

ثم إن خالد بن جعفر علم أنه مطلوب بدم زهير بن جذيمة، فخرج ومعه أخوه عروة بن جعفر، وهو الذي يقال له عروة الرحال، حتى قدما على النعمان بن المنذر، فاستجاراه فأجارهما وضرب لهما قبة، وكان بعض البصريين يقول: إن المجير لهما الأسود بن المنذر، والأول أثبت.




 
 توقيع : خاتم الرشيدي


لكل الغالين


رد مع اقتباس