قصة المنافغين

سأحكي لكم اليوم شيئا من قصة الرسول صلى الله عليه وسلم مع المنافقين
قصة الرسول مع المنافقين طويلة امتدت أكثر من ثلاثة عشر عاما، عاش الرسول فيها كفاحا مريرا لهذه الفئة الخائنة المريضة،
من أول لحظة أشرق فيها وجه الرسول على أحياء المدينة، وعلم أهلها أن وجهه ليس بوجه كذاب، منذ أن أقبلت القلوب الظامئة على نهر الحقيقة الجديد، وتدفقت الجموع تعلن قبولها للعقيدة التي أعلن فيه الرسول انعتاق الإنسان من كل عبوديات الأرض ليعش عبدا لله وحده
وبدأ عالم من الطهر والصفاء والكرامة يتشكل في الأرض
عالم الحق الذي تهاوى أمامه الزيف والخرافة والجاهلية والغباء والاستلاب
عالم النور الذي كان أكبر من مقاومة الظلام
واجه الرسول القلوب المعتمة السوداء، التي لما فقدت الأمل في المقاومة الصريحة، اخترعت طريقة شيطانية لتشويه مشروع الرسول من الداخل،
وسمى القرآن الفئة المريضة بالمنافقين

جاؤؤا إلى الرسول وأعلنوا دخولهم في الإسلام بألسنتهم، وهم في دواخلهم يعشون أزمة نفسية حرجة، وشكوكا وأفكارا متناقضة، وشبه تمزق قلوبهم، وحيرة وتيها وتذبذا، لم يستطيعوا معه الإيمان، لكنهم لم يجدوا أمام مصالحهم إلا أن يتقبلوا الوضع الجديد،
يقول سبحانه عن الخطوة الأولى في حربهم :
إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون
أسلحة الخداع المريرة الشهادة والحلف والتضليل، ودعاوى الإخلاص والحرص على مصالح الأمة ، والشفقة عليها، والدفاع عن حقوقها، الإنغماس القاتل في جسد الجماعة، والذوبان بين عروقها ،
قبل الرسول ظواهرهم، ووكل سرائرهم إلى ربهم
واندلعت حرب النفاق الخفية ضد رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، التي حذره الله منها بقوله : هم العدو فاحذرهم،
ثلاثة عشر عاما مليئة بالأحداث الأليمة ، والمواقف المحزنة، التي واجه فيها الرسول عدوا قذرا، لا يتورع عن أي وسيلة
حرب الدسائس والخيانات والأكاذيب والإرجاف والشكوك ، التي وصلت إلى عرض الرسول صلى الله عليه وسلم وفراشه،

يخرج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى بدر، ومعه ثلاثة وعشر وثلاثمائة من الصحابة فقط، في أول مواجهة كبرى مع العدو الخارجي، حينها تبث وكالة الإنباء الخائنة رسالة إلى الداخل تسخر من خطة الرسول بالصدام المسلح مع المشركين، وتحاول النيل من النفسية المؤمنة، وترسل رسائل تكرس الضعف والمهانة أمام العدو القوي المسلح، إنها اللغة التي تكشف التواطؤ مع العدو،
لكن القرآن ينزل بالرد المباشر على تلك الفكرة التافهة، ويصحح ميزان الحق في العقول،
قال تعالى:
48) إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (49)
إنها المعادلة الصحيحة أن من كان مع الله فهو القوة الضارية المنتصرة أيا كانت المعطيات المادية الأخرى
عاد الرسول من بدر لتحترق أكباد كثيرة من الغيظ والقهر، وهم يشاهدون تهاوي رموز الضلالة في العالم أمامهم، وتتهاوي معها الأفكار الوثنية الوضيعة،
لقد كانت بدر هزيمة عسكرية للمشركين، وهزيمة فكرية للمنافقين،
لكن الصراع ظل ساخنا على كل جبهات الفكر، حيث يستثمر المنافقون كل لحظة من لحظات الزمن في إثارة التشويش على منهج الحق
إنها أزمة مع المنهج ذاته، قال تعالى:
ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله
فالخط المتصل للمنافقين هو الأنزعاج الدائم من الشريعة، والكراهية المتصلة لأحكامها، على كل الساحات، صراع مع العقيدة، وقلق من الأحكام، وبغض لما أنزل الله
قال الله تعالى:
وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم
وإن يقولوا تسمع لقولهم
سلاح الصوت والصورة، قنابل الاحرف الكاذبة، إنها أدوات المعركة النفاقية الكبرى، إنها الطعم السام الذي يدمر جهاز الوعي، بصناعة نجوم النفاق، وتقديمهم للمجتمع المسلم على أنهم أهل الفكر والرأي والرؤية. إنها لعبة التزييف التي تتقنها الأقلام المزخرفة، واللغة الساحرة، التي تجيد صناعة الزخرف، وإن يقولوا تسمع لقولهم، الخطاب المثير الذي يستلب العقول، ويمرر الخراب في روعة اللغة وجمال الأسلوب، وقوة التأثير،
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113)
أيها المسلمون
إن الحقيقة أكبر من اللغة وأعظم من الخطاب، إن الحقيقة تظل حقيقة هكذا بدون أصباغ ولا ألوان
والباطل سيزهق مهما حاولوا المزيفون إنعاشه
إنها حرب التويش التي شنها المنافقون على الرسول والتي واجها الرسول صلى الله عليه وسلم باضواء القرآن ، ونوره المبين وآياته الناصعة ، التي عرت المشروع النفاقي المريض، وفضحت التدابير السلولية ، وعطلت بمضادات الحجة الظاهرة سموم الجراثيم التي انسكبت في الهواء المسلم
قال الله تعالى

وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (61
الخطة الجديدة للمنا فقين مع الرسول تشويه مصدر التلقي ذاته، وإثارة الأكاذيب حول شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم
الرسول أذن،
إنه يصدق كل ما قيل له،
كلمة غارقة في المكر والخديعة، إنها اتهام للرسول في سمعه وتدبيره
وهي خطة متجددة للمنافقين باتهام ورثة الإنبياء بقلة الوعي، وفقدان أدوات التمحيص والتفكير الناقد،
ووصمهم بالتقليد وتعطيل العقول،
إنه تكتيك نفاقي يراد منه إسقاط الثقة بحملة الشريعة، وبناء صورة نمطية تظهرهم في مظاهر السذاجة،
ما رأينا مثل قرائنا هولاء أرغب بطونا ولاأجبن عند اللقاء
إنه مجرد مقالة ساخرة من الكوميديا السوداء، الهدف منها الضحك والنكات
لكن القرآن أسقط هذه الدعوى وكشف الحقيقة من الداخل
يحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ (64) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (66)
لقد قص الله في القرآن تاريخا كاملا للمنافقين، وشخصت الآيات البينات مشكلتهم الكبرى مع العقيدة، وكشفت بكل دقة أساليبهم الماكرة، فلا يطعن منافق اليوم ، إلا وهو نسخة مكررة من منافق قديم،
أزمة المنافقين الكبرى في كل عصر هي مع القرآن العظيم
كيف يمكن أن يهربوا منه، وكل ما يفعلون يجدون إخوانهم الأولين قد قاموا به،
معاركهم المفتعلة مع الشريعة، مع حملة الشريعة، حملاتهم المكثفة لإسقاط الحجاب، دندنتهم الدائمة مع شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تواطؤهم مع الخارج، محاولاتهم البائسة تفكيك المجتمع، وإثارة الصراع في داخله، كلها في القرآن العظيم،

منقوله

سلمان العضيله

جزاك الله خير وكتب لك الاجر

وتم نقله للقسم المناسب

سلمان العضيله

جزااااك الله خيري الدنيا والاخرة

ويعطيك العاافية

لك من أجمل التحايااا

زيووون

جزاك الله خير وكتب لك الاجر

كل الشكر للتذكير والعلم وجزاك الله خير

شكرالكم على مروركم اثابكم الله

باارك الله فيك


وجزااك الله خيرا