من يكمل المسيرة ؟

توفي الداعية عبدالرحمن السميط رحمه الله , وقد ترك خلفه تركة عظيمة , ومكاسب تعطي دروسا

لأبناء الأمة الإسلامية بالدعوة إلى الله , وبذل الخير ومجاهدة النفس عليه , أسلم على يده (11)

مليون شخص, بنى مايقارب (5700) مسجد , رعى (15000) يتيم , حفر حوالي (9500) بئرا

أعمال جليلة وعظيمة , بذلها شخص قد كرس حياته لهذا الغرض , كم نحتاج لأمثال الدكتور عبدالرحمن

رحمه الله؟ , كم من فقير مسلم ؟ وكم من ضائع تائه في عالمه يبحث عن مخرج لضلالته وزيغه ؟

كم من يتيم ؟ كم من عاجز ؟ بل كم نحتاج مثل عزيمة هذا الرجل ؟ .

الكل في حياته يبحث عن المداخيل من دنيا فانيه ! ولكن هذا الرجل رصيده في البذل والعطاء , قدم

ولم يأخذ من الدنيا شيء .

حينما نتذاكر سيرة هذا الرجل , فإن الفكر حتما يتذكر أبيات الإمام الشافعي رحمه الله

إذا ما مات ذو عـــــلمٍ وتقوى فقد ثلمت من الإســـلام ثلمة

وموت الحاكم العـــدل المولّى بحكم الشرع مــــــنقصةٌ ونقمة

وموت العــــــابد القوّام ليــــلاً يناجي ربـــــــه في كـــل ظلمة

وموت فتى كثير الجود محض فإن بــــــــقائه خيــــــــرٌ ونعمة

وموت الفارس الضـرغام هدمٌ فكم شهدت له في الحرب عزمة

فحسبك خمسةً يبـــكـى عليهـم وباقي الناس تخفــــــيفٌ ورحمة

وباقي الناس هم همـجٌ رعـــاع وفي إيجـــادهم لله حـكــــــــــمة

وإنه ليتبادر للذهن , من يكمل مسيرة هذا الشيخ رحمه الله ؟ , من يقدم مثل هذا النموذج الإسلامي

الرائع , في زمن الفتن , في زمن الهرج , في زمن الفرقة , نحتاج لأمثاله .

نعم رجل بأمة , تشبيه بموضعه , رحم الله الدكتور عبدالرحمن السميط ونسأل الله أن يكون عمله في

ميزان حسناته وشفيع له يوم القيامة .