رمضاننا وطاشنا !

رمضاننا وطاشنا


في كل عام وصحفنا المحلية تواكب آخر هفوات ومستجدات

مسلسل طاش ما طاش . وكأن هذا المسلسل مادة دسمة

للإعلام والكتاب على حد سواء .

ولقد أثارت حلقة طاش ما طاش التي تناقلت صحفنا المحلية

والإلكترونية ماجاء فيها عن الاحتفال باليوم الوطني

ومن تواجد تيارين في أروقة وزارة التربية والتعليم في المملكة

تيار متشدد وتيار انفتاحي وأن الأول يسعى ضد كل مايخدم الوطن

والمواطن تحت ذريعة الدين والتحريم وما إلى ذلك وأن الأخر

ينمي لغة الإنتماء الوطني ويغرس روح الوطنية في أبناء الوطن

ومن ثم تدور الدوامة مجددا كل عام أن تخرج الصحف وتقول

أن الشيخ فلان حرم مشاهدة مسلسل طاش ما طاش ولتتطور

القضية ويصبح هناك تهديد وتحذير ووعيد . المشكلة

في إعلامنا الذي يتناقل آخر هفوات طاش ما طاش وينقله

إلى المواطن وينتظر ردة الفعل وكأننا في حلبة مصارعة

ويزيد الطين بله تلك الفتاوى . فالفتوى واحدة فالمسلسلات بما

فيها جميعها محرمة شرعا لما فيها من الاختلاط ولما فيها من الفتن

فكيف يكون تحريم في داخل محرم ؟

مشكلتنا في لغة تعاملنا ولغة ردنا وحتى لغة رسالتنا .

لنرتكن للواقع طاش ما طاش بقي مسلسل يبحث عن المادة

وفقد بريقه منذ أن دخل القصبي والسدحان في عقدهم الرابع وبدأت

ملامح السن وتقدمه واضحة على محياهموفقدوا نكهة الظرافة والفكاهة . وتوقفهم منذ سنوات

عن عرض مصائبهم وإستبدالها بمصائب أخرى تحفظ لهم مكانتهم

ومتابعة الجمهور لهم .وخاصة بعد أن فقدوا بعرض مسلسلهم عبر


القنوات الحكومية الملايين التي كانوا يجنونها . وبعد أن انتقلت عبر الفضاء الخارجي .

أصبح المهندسين الزراعيين عبدالله وناصر

الإستمرار على نفس التوهج والمحافظة على شعبيتهما .


وخاصة أن القنوات التجارية هي الأخرى تبحث عن المادة وبأي طريقة

كانت فليس المهم المصدر بقدر الكم .

وهذا ماجعل ثنائي (( التهريج )) يرمون بثقلهما وآخر أوراقهما

وهي التي تثير حفيظة الشعب السعودي والذي أصبح الضرب على

الدين أكثر محركاته . فمن العلماء والصالحين والملتزمين

والصلاة والاستغفار بدأ مسلسل الاستهزاء لديهم .


فليس المهم جودة ماقدموا كما يقول أهل الفن ولكن

المهم صداها وإثارتها للبلبلة . فهم يبحثون عن الإهتمام من الجميع

مشاهدين , إعلام , نقاد , وحتى مشائخ ودعاة , فهذا هو مايدر لهم

المادة ويجعل توهجهم يدوم على الشاشة الفضية .

فهل نرى نهاية لهاذين المهرجيين ؟

وهل يستيقظ إعلامنا ويكون أكثر تفتحا ؟