![]() |
#11 |
عضو محترف
![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
كان لرجلٍ صيّادٍ ثلاثُ بناتٍ ، وكان في كلِّ يومٍ يصطحبُ إحداهنَّ معه إلى شاطئ النهرِ ، ثم يعودُ في المساءِ ، وقد امتلأت سلَّتُه بالسمكِ الكثيرِ !
وبينما كان الصيادُ يتناولُ الطعامَ مع بناته في أحدِ الأيامِ ، قال لهنَّ : إنَّ السمكةَ لا تقعُ في شبكةِ الصيادِ إلا إذا غَفَلت عن ذكرِ اللهِ ! قالت إحداهنَّ : وهل يذكرُ اللهَ ، ويُسبَّحهُ أحدٌ غيرُ الإنسانِ – يا أبي -؟ قال الصيادُ : إنّ كُلَّ ما خلقَهُ اللهَ تعالى من مخلوقاتٍ يسبّحُ بحمده ، ويعترفُ بأنه هو الذي خلقَهُ ، وأوجده ، فالعصافيرُ وغيرُها من الطيور ، وحتى الحيتانُ الكبيرةُ والسمكُ الصغيرُ يفعلُ ذلك ؟! تعجبتِ الفتاةُ من كلامِ أبيها ، وقالت : لكننا لا نسمعُها تسبّحُ اللهَ ، ولا نفهمُ ما تقولُهُ ؟! ابتسمَ الأبُ وقال : - إنّ كلَّ مخلوقٍ له لغةٌ يتفاهمُ بها مع أفرادِ جنسِه ، والله تعالى على كلِّ شيءٍ قديرٌ .. ولما حان دورُ ليلى ، وخرجتْ مع أبيها ، قررتْ أن تفعلَ أمراً ، ولكنها لم تخبر أحداً به . ووصلَ الأبُ إلى شاطئ النهرِ ، ورمى بصنّارته ، وهو يدعو الله تعالى أن يرزقه ويغنيه .. وبعد قليلٍ تحرَّك خيطُ الصنارةِ فسحبهُ ليخرجَ سمكةً كبيرةً لم يرَ مثلها من قبل ، ففرحَ بها ، وناولَها لابنته ليلى لتضعها في السلةِ ، ثم رمى مرةً بعدَ مرةٍ وفي كلِّ مرةٍ كان يصطادُ سمكةً !! ولكنَّ ليلى الصغيرةَ كانت تُعيدُ السمكة إلى النهر مرةً أخرى !! وحينَ أقبلَ المساءُ ، وأراد أبوها أن يعودَ إلى المنزلِ نظر في السلةِ فلم يجد شيئاً ! فتعجّب أشدَّ العجبِ ، وقال : - أين السمكاتُ –يا ليلى- وماذا فعلتِ بها ؟ قالت ليلى : لقد أعدتها إلى النهر يا أبي . قال الأب : وكيف تعيدينها ، وقد تعبنا من أجلها !؟ قالت ليلى : سمعتك –يا أبي- تقولُ يومَ أمس : " إنَّ السمكةَ لا تقعُ في شبكةِ الصيادِ إلا حين تغفلُ عن ذكرِ اللهِ ". فلم أُحبَّ أن يدخلَ إلى بيتنا شيءٌ لا يذكرُ اللهَ تعالى .. نظرَ الصيادُ إلى ابنته – وقد ملأتِ الدموع عينيه - وقال : - صدقتِ يا بُنيتي . وعادَ إلى المنزل ، وليس معه شيءٌ !!؟ وفي ذلك اليومِ كان أميرُ البلدةِ يتفقّدُ أحوالَ الناس ، ولما وصلَ إلى بيتِ الصيادِ أحسَّ بالعطشِ ، فطرقَ البابَ ، وطلبَ شربةً من ماء .. فحملت رضوى أختُ ليلى الماءَ ، وأعطته للأمير وهي لا تعرفه ، فشربَ ، وحمدَ الله ، ثم أخرجَ كيساً فيه مئة درهم من فضةٍ ، وقال : - خذي –يا صغيرتي- هذه الدراهمَ هديةً مني لكم .. ثم مضى .. فأغلقتْ رضوى البابَ، وهي تكادُ تطيرُ من الفرحِ ، ففرحَ أهلُ البيت ، وقالتِ الأم : - لقد أبدلنا اللهُ خيراً من السمكاتِ ! ولكنَّ ليلى كانت تبكي ، ولم تشاركهم فرحتهم فتعجّبوا جميعاً من بكائها ، وقال أبوها : - ما الذي يبكيك – يا ليلى- إنّ الله تعالى عوّضنا خيراً من السمك ؟ قالت ليلى : يا أبي هذا إنسانٌ مخلوقٌ نظرَ إلينا – وهو راضٍ عنا - فاستغنينا وفرحنا بما أعطانا ، فكيف لو نظر إلينا الخالقُ سبحانه – وهو راضٍ عنا - ؟ قال الأبُ : وقد فرح بكلامها أكثر من فرحه بالدراهم : - الحمدُ لله الذي جعل في بيتي من يذكّرنا بفضلِ اللهِ تعالى علينا |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
, , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , |
|
|